اخبار التكنولوجية

إنفيديا تعتزم إنتاج معدات ذكاء اصطناعي بنصف تريليون دولار

إنفيديا تعتزم إنتاج معدات ذكاء اصطناعي بنصف تريليون دولار في أميركا: قفزة تقنية غير مسبوقة

في خطوة تُعد من بين الأضخم في تاريخ صناعة التكنولوجيا، أعلنت شركة “إنفيديا” (NVIDIA) الرائدة عالميًا في إنتاج معالجات الرسوميات ورقائق الذكاء الاصطناعي، عن خطط طموحة لإنشاء بنية تحتية متكاملة للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة، باستثمارات تُقدَّر بـ 500 مليار دولار خلال الأربع سنوات المقبلة.

■ مشروع عملاق يرسم ملامح المستقبل

تهدف إنفيديا من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي للولايات المتحدة في مجالات الذكاء الاصطناعي المتقدم، وتمكين الشركات والمؤسسات من الوصول إلى تقنيات حوسبة قوية، تسمح بتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة بسرعة وكفاءة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتسارع فيه المنافسة العالمية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط تسابق بين الدول الكبرى لضمان الريادة في هذا المجال الحاسم، الذي يُتوقع أن يُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي خلال العقد القادم.

■ بنية تحتية على مستوى وطني

سيشمل المشروع إنشاء مراكز بيانات عملاقة في عدة ولايات أميركية، تُزوَّد بأحدث معالجات إنفيديا من نوع GH200 Grace Hopper Superchip، التي تم تصميمها خصيصًا لتوفير الأداء العالي الذي تتطلبه تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وGemini وClaude.

وتخطط الشركة لتوفير هذه القدرات أيضًا للشركات الناشئة، والمؤسسات البحثية، والجامعات، من خلال نموذج “الحوسبة كخدمة” (AI as a Service)، ما يعني أن البنية التحتية لن تكون محصورة فقط على الكيانات الكبرى، بل ستكون متاحة للجميع.

■ تأثيرات اقتصادية واسعة

من المتوقع أن يسهم هذا الاستثمار الضخم في خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في قطاعات التكنولوجيا، والهندسة، والبناء، والتشغيل والصيانة. كما أن ضخ هذا الحجم من الأموال في السوق الأميركي سيساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، خاصة في المناطق التي ستُبنى فيها مراكز البيانات.

ومن جانب آخر، فإن تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي محليًا سيمنح الشركات الأميركية تفوقًا تنافسيًا عالميًا، ويعزز من قدرتها على الابتكار والإنتاج في مجالات متنوعة مثل الطب، والتعليم، والروبوتات، والصناعة، والنقل.

■ أمن تقني واستراتيجي

تأتي هذه الخطوة أيضًا في سياق اهتمام متزايد من الحكومة الأميركية بتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية في مجال الرقائق والذكاء الاصطناعي، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، والتي أظهرت هشاشة سلاسل الإمداد في السنوات الماضية.

ومن هنا، فإن مشروع إنفيديا لا يخدم فقط الأهداف التجارية، بل يمثل ركيزة استراتيجية للأمن القومي الرقمي، ويعزز من استقلالية الولايات المتحدة في واحدة من أكثر التقنيات تأثيرًا في القرن الحادي والعشرين.

■ نظرة إلى الأمام

إن مشروع إنفيديا ليس مجرد استثمار مالي، بل هو رهان على المستقبل. فمع كل تطور في قدرات الذكاء الاصطناعي، تزداد الحاجة إلى منصات حوسبة أسرع، وأكثر كفاءة، وقابلة للتوسع. وإنفيديا، بفضل خبرتها العميقة في مجال المعالجات الرسومية والذكاء الاصطناعي، تُظهر مرة أخرى أنها ليست فقط لاعبًا في السوق، بل صانعًا لمستقبل التكنولوجيا.

وفي وقت تتجه فيه الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون لتوسيع نطاق أعمالها في الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الخطوة من إنفيديا قد تُعيد رسم خارطة القوة التكنولوجية عالميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى