اخبار التكنولوجية

“ميتا تواجه خطر التفكيك”: بداية معركة قانونية كبرى تهدد عملاق التكنولوجيا

“ميتا تواجه خطر التفكيك”: بداية معركة قانونية كبرى تهدد عملاق التكنولوجيا

بدأت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC) هذا الأسبوع معركتها القضائية الأقوى حتى الآن ضد شركة “ميتا بلاتفورمز” (Meta Platforms)، الشركة المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، وسط اتهامات جدية بممارسات احتكارية قد تؤدي إلى تفكيك الشركة في نهاية المطاف. وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الجدل حول مدى نفوذ ميتا في سوق التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيره على حرية المنافسة والابتكار.


■ خلفية القضية: سنوات من التوسع والسيطرة

تُتهم ميتا منذ سنوات باستغلال قوتها السوقية في سحق المنافسين، والاستحواذ على الشركات الصاعدة التي تهدد مكانتها. أبرز هذه الصفقات كانت استحواذها على إنستغرام في 2012 وواتساب في 2014، وهي الصفقات التي صُوّرت حينها كاستثمارات استراتيجية، لكنها اليوم تُعتبر من قبل لجنة التجارة الفيدرالية خطوات ممنهجة لقتل المنافسة.

وبحسب الدعوى القضائية، فإن ميتا لم تنمُ فقط بفضل منتجاتها، بل عبر الهيمنة القسرية على السوق ومنع أي لاعب جديد من اكتساب موطئ قدم حقيقي.


■ ما تطلبه الحكومة الأميركية

تسعى لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، برئاسة لينا خان، إلى تفكيك ميتا عبر إجبارها على بيع واتساب وإنستغرام، وإعادة هيكلة نشاطها الأساسي بحيث لا تكون منصة شاملة تتحكم في مسارات التواصل الاجتماعي كافة.

الهدف الرئيسي هو إعادة التوازن إلى السوق وخلق بيئة تنافسية تسمح للمشاريع الجديدة بالازدهار دون خوف من التهامها من قبل ميتا، أو حظر نموها عبر قيود الوصول إلى المستخدمين.


■ ميتا ترد: “نجاحنا ليس جريمة”

من جهتها، نفت شركة ميتا جميع الاتهامات، معتبرة أن الدعوى غير منطقية، وأن استحواذاتها السابقة تمّت بموافقة الجهات الحكومية آنذاك، ولا يمكن التراجع عنها بعد مرور أكثر من عقد من الزمن.

وأضافت ميتا في بيان رسمي أن نجاحها في الحفاظ على مكانة قيادية في السوق هو نتيجة الابتكار والاستثمار طويل المدى، لا الممارسات الاحتكارية.


■ ردود أفعال متباينة

  • الخبراء القانونيون: يرون أن القضية ستكون واحدة من أهم اختبارات مكافحة الاحتكار في عصر التكنولوجيا، وقد تضع سابقة قانونية تؤثر على شركات أخرى مثل جوجل وأمازون.

  • المستخدمون: يرحب البعض بجهود كسر الاحتكار، بينما يشعر آخرون بالقلق من تأثير التفكيك المحتمل على تجربة المستخدم والتكامل بين خدمات ميتا.

  • وول ستريت: شهد سهم ميتا بعض التذبذب مع بداية المحاكمة، وسط قلق المستثمرين من نتائج القضية على المدى الطويل.


■ هل نحن على أبواب “تفكيك سيليكون فالي”؟

قضية ميتا قد لا تكون حدثًا معزولًا، بل مؤشرًا على حقبة جديدة من التدقيق الصارم في عمل شركات التكنولوجيا الكبرى، خاصة بعد سنوات من النمو السريع والحرية التنظيمية الواسعة. فهل يكون تفكيك ميتا سابقة تُفتح بها بوابة تفكيك عمالقة وادي السيليكون؟ أم أن ميتا ستتمكن من الدفاع عن نموذجها وصد هذا الهجوم القانوني؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى